[size=29]هو الداء البطني؟
[size=12]
الداء البطني Celiac (coeliac) disease، ويعرف أيضاً بالدُرَب (إسهال) البطني celiac sprue ، والدُرَب اللامداري nontropical sprue، والاعتلال المعوي الغلوتيني gluten-sensitive enteropathy. ويعتبر هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية autoimmune disease التي تُُصيب الأمعاء الدقيقة في جهاز الهضم، ويؤدي إلى تخريب الزُغابات المعوية الموجودة على جدار الأمعاء الدقيقة والمسؤولة عن امتصاص الغذاء، مما يؤدي بدوره إلى سوء امتصاص الغذاء الذي ينتج عنه أعراض وعلامات سوء التغذية، ونقص في الفيتامينات والمعادن. ويُصنف هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية لأن الجسم يقوم بمهاجمة الزُغابات المعوية كما لو أنها أجسام غريبة كرد فعل على التعرض لمادة الغلوتين Gluten وبتعبير أكثر دقة الغليادين Gliadin وهو حمض أميني موجود في تركيب الغلوتين. والغلوتين مادة موجودة في القمح Wheat ، والشيلم Rye ، والشعير Barley ، والحنطة (العلس)Spelt والحبوب الأخرى التي تنتمي إلى فصيلة القمح وتحتوي على الغلوتين.
من هم الأكثر عرضة لهذا المرض؟
يعتبر الداء البطني من الأمراض الوراثية، وهذا يعني أنه ينتقل عبر الأجيال، وهو يُصيب بحسب التقديرات 1% من الأشخاص حول العالم، ولم يتم تشخيص 97% من الحالات بعد.
ما هي أعراض الداء البطني؟
قد لا تظهر أية أعراض على الشخص المُصاب، أو قد تظهر عليه أعراض لا علاقة لها بالجهاز الهضمي نهائياً. من ناحية أخرى قد تبدأ الأعراض منذ الطفولة، أو في سن متقدمة. وقد تُساهم بعض الحالات في ظهور المرض لأول مرة مثل العمليات الجراحية، والحمل، والولادة، والإصابات الفيروسية، والضغط العاطفي الشديد. وتختلف الأعراض بين الأطفال والبالغين وتتضمن التالي:
تكرار الشعور بالانتفاخ والغازات والمغص.
إسهال أو إمساك مزمن أو كلاهما.
فقدان للوزن غير مفهوم السبب أو زيادة في الوزن.
لون البراز شاحب ورائحته عفنة.
فقر دم غير مفهوم السبب ينتج عن سوء امتصاص الحديد وفبتامين ب 12.
ألم في العظام والمفاصل والإصابة بالكسور أحياناً وذلك بسبب سوء امتصاص فيتامين دال والكالسيوم.
تغيرات سلوكية كالاكتئاب وحدة الطبع.
نقص في فبتامين كاف K وما يرتبط به من نزف,
شعور بالتعب، والضعف أو نقص الطاقة بسبب قلة امتصاص المعادن.
تأخر في النمو أو البلوغ.
ضعف النمو عند الأطفال المصابين.
اضطراب الدورة الشهرية.
العقم عند الرجال والنساء.
الإجهاض العفوي.
تقرحات متآكلة في الفم (التهاب الفم القُلاعي Aphthous Stomatitis).
تغير في لون الأسنان أو فقدان الميناء.
طفح جلدي متقرح يسبب حكة، ينتشر في أكثر الأحيان على الأكواع والركب ويسمى التهاب الجلد الهربيتي الشكل Dermatitis Herpetiformis..
ما هو الداء البطني الكامن والصامت؟
يُطلق كلا التعبيرين على المرضى الذين ورثوا الجين (المورث) المسؤول عن جعلهم معرضين للإصابة بالمرض إلا أن أعراض وعلامات المرض لم تظهر عندهم بعد.
الداء البطني الكامنLatent Celiac Disease : يكون فحص الأجسام الضدية لدى المرضى غير طبيعي إلا أن بطانة الأمعاء سليمة، ولا يعانون من أي عرض. يمكن أن تتطور العلامات والأعراض عند هؤلاء المرضى في أي وقت خلال حياتهم.
الداء البطني الصامت Silent Celiac Disease: يكون فحص الأجسام الضدية لدى المرضى غير طبيعي، ويفقدون بعض الزغابات المعوية إلا أن أعراض وعلامات المرض لم تظهر عندهم رغم أنهم يتناولون حمية طبيعية (غير خالية من الغلوتين). كما يمكن أن تتطور العلامات والأعراض لدى هؤلاء المرضى في أي وقت خلال حياتهم تماماً مثل المصابين بالداء البطني الكامن. ويُشخص عادة بإجراء مسح للأفراد الذين لا يعانون من أية أعراض من المجموعات المعرضة لخطر الإصابة مثل الأقرباء من الدرجة الأولى للمرضى.
كيف يتم تشخيص هذا المرض؟
إضافة إلى التاريخ المرضي، يؤكد التشخيص كما يلي:
1. إجراء تحليل دم لمعرفة مستوى الحديد، وحمض الفولي Folic acid، والكالسيوم.
2. إجراء تحليل للكشف عن بعض الأجسام الضدّية التي تتواجد عادة في هذا المرض باعتباره من أمراض المناعة الذاتية، وخاصة الجسم المُضاد لألياف باطن العضلات anti-endomysial antibody، و الجسم المُضاد للترانسغلوتااميناز النسيجي anti-tissue transglutaminase ، تلك الأضداد التي يُنتجها الجسم لمهاجمة النسج الخاصة به. فإذا كان مستوى هذه الأضداد مرتفع بشكل غير طبيعي، فإن تأكيد الإصابة بالداء البطني تزيد عن 95%. إن فحص جسم الضدي المُضاد للغلوتين anti-gliadin antibody والذي ينتجه الجسم ضد مادة الغليادين المتوفرة في الطعام، هو فحص غير مؤكد للتشخيص وقد يُعطي نتائج إيجابية خاطئة، لكنه يُفيد في مراقبة الاستجابة للعلاج.
3. إجراء فحص بالمنظار الداخلي Endoscopy مع أخذ خزعة (عينة من جدار الأمعاء)، ويُطلب في كثير من الأحيان لتأكيد التشخيص.
يمكن إجراء التشخيص في أي عمر. وعند الأطفال يتم في أغلب الأحيان بعد الفطام عن الحليب وانتقالهم إلى الحمية العادية الحاوية على الغلوتين كالحبوب والخبز.
هل يجب تعميم فحص الأجسام الضدّية؟
سواء كان هناك مبرر لتعميم إجراء فحص الأجسام الضدّية أم لا، فإنه موضوع يجب على مسؤولي الصحة في كل دولة تحديده. ففي إيطاليا مثلاً حيث ينتشر الداء البطني يُجرى الفحص لكل الأطفال. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فإنه لا يوصى بفحص الأشخاص السليمين. يوصى بإجراء فحوص الدم المتعلقة بالأجسام الضدية للأشخاص المعرضين للإصابة وهم:
1. المصابون بإسهال مُزمن ( الذي لا يُشفى خلال 3 أسابيع)، مع زيادة كمية الدهن في البراز(الإسهال الدهني Steatorrhea )، وخسارة الوزن.
2. المرضى الذين يُعانون من زيادة في الغازات والانتفاخ وتمدد البطن.
3. وجود قريب مُصاب في العائلة من درجة القرابة الأولى أو الثانية.
4. تأخر النمو عند الأطفال.
5. المرضى الذين يُعانون من فقر دم غير مُفسّر.
6. المرضى المُصابون بطفح جلدي يوحي بأنه التهاب جلدي هربيتي الشكل.
7. المصابون بتقرحات فموية متكررة.
8. المصابون بالأمراض المُصاحبة للداء البطني والمذكورة في السؤال التالي.
ما هي الأمراض الأخرى التي قد تُُصاحب الداء البطني؟
يبدو أن بعض الاضطرابات تصيب مرضى الداء البطني بنسبة أعلى من الآخرين وهي:
الالتهاب الجلدي الهربيتي الشكل Dermatitis Herpetiformis.
إصابة الدرقية بمرض المناعة ذاتية المنشأ Autoimmune thyroid disease .
السكري المُعتمد على الإنسولين ( السكري الأولي Type 1Diabetes أو ما يُسمى جيفينايل_أونسيت Juvenile-Onset).
التهاب المفاصل الرثوي.
مرض الذئبة Systemic lupus.
متلازمة داون Down syndrome.
تشمع المرارة الأولي Primary biliary cirrhosi.
سرطان الأمعاء اللمفاوي.
إن علاج الداء البطني لن يشفي الاضطرابات المذكورة آنفاً إلا أنه قد يُساعد على التحكم بها.
ما عي مُضاعفات هذا المرض؟
مشاكل في الخصوبة.
تأخر نمو الجنين داخل الرحم.
قصر القامة.
ترقق العظام.
نقص تنسج ميناء الأسنان Dental e************************l hypoplasia.
الالتهاب الجلدي الهربيتي الشكل.
الترنح الغلوتيني Gluten ataxia واضطرابات عصبية أخرى.
زيادة طفيفة في احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء، وسرطان الأمعاء اللمفاوي، وسرطان المريء.
كيف يُعالج؟
لا يمكن شفاء الداء البطني وعلاجه الوحيد المؤكد هو الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين. ويختلف المُصابون بهذا المرض بقدرتهم على تحمل الغلوتين، فبعضهم يستطيع استهلاك كمية قليلة بدون حدوث أي مشكلة وقد يصيب البعض الآخر إسهال شديد عند تناوله كمية ضئيلة جداً منه.
إذاً فالمفتاح الرئيس للعلاج هو تجنب الغلوتين وهذا يعني:
1. تجنب كل الطعام المصنوع من القمح والشيلم والشعير مثل الخبز والمعكرونة والحبوب والبسكويت والكاتو والبيتيفور والصلصات المحتوية على نشاء القمح.
2. لا يحتوي الشوفان بطبيعته على الغلوتين أو يمكن أن يحتوي على كمية ضئيلة منه، إلا أنه قد يكون ملوثاً به بسبب زراعته بجانب القمح واختلاط حبوب الشوفان ببعض حبوب القمح أو قد يحدث التلوث أناء عملية الطحن عند استعمال مطاحن القمح لطحن الشوفان.
3. قد تحتوي بعض المواد الغذائية المُصنعة على الغلوتين مثل الحساء المُعلب والبوظة وخل الشعير، وألواح الحلوى وصلصة الصوبا والقهوة فورية التحضير واللحوم المبردة واللبن الرائب المُضاف إليه مُطعمات (اللبن الرائب العادي لا يحتوي على الغلوتين) والمقانق والكيتشاب والخردل وتتبيلات السلطة واللحوم المصنعة والمُعلبة والمايونيز وحلقات البصل المقلية وكل المقرمشات ورقاقات البطاطا المقدمة في المطاعم والبيرة. للمزيد من المعلومات عن المواد الغذائية انظر الرابط التالي:
4. قد تحتوي زيوت القلي النباتية المخلوطة على زيت بذور القمح لذا يجب استعمال زيت مفرد نقي كزيت دوّار الشمس أو زيت الزيتون أو أي زيت آخر لا يحتوي على زيت بذور القمح.
5. يجب الانتباه إلى الأدوية الحاوية على الغلوتين مثل الفيتامينات ومواد التجميل كأحمر الشفاه. اسأل الصيدلي قبل شراء أي مُنتج بدون وصفة.
6. يتضمن الأكل المسموح به الفواكه والسلطات والخضار والبطاطا بأنواعها والأرز والذرة والمكسرات واللحم الأحمر والدجاج والسمك والبيض ومنتجات الألبان (باستثناء الذين يُعانون من عدم تحمل اللاكتوز).
تتوفر المنتجات الخالية من الغلوتين في العديد من المواقع الإلكترونيةمثل:
كما توفر بعض المواقع الكثير من وصفات الطعام الخالية من الغلوتينمثل:
7. من المهم تناول الفيتامينات لتعويض النقص الحاصل بسبب سوء الامتصاص.
يبدأ تحسن الأعراض خلال أسابيع من بدء الحمية الصارمة الخالية من الغلوتين، مع أن كثير من المرضى يبلّغون عن تحسن في الأعراض خلال 48 ساعة من بدء الحمية. يتبع تحسن الأعراض نمو الزُغابات المعوية من جديد وقد تستغرق هذه العملية عدة شهور إلى سنين.
من ناحية أخرى إن اتباع الحمية الخالية من الغلوتين يقلل من فرص حدوث المُضاعفات المحتملة لهذا المرض والأعراض المُصاحبة. أظهرت الدراسات بان الالتزام بالحمية لمدة 5 سنوات أو أكثر يقلل من خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالداء البطني ويعود احتمال خطر الإصابة لديهم مثل الأشخاص العاديين..
PharmaCorner - ركن الصيدلة - الداء البطني[/size][/size]